إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تكون شجاعا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تكون شجاعا

    الشجاعة
    ألا تريد أن تكون شجاعاً؟ ألا ترغب في كسر حاجز الخوف والتردد؟ ألا يأتي في خاطرك عمل أشياء لا يمكنك تخيلها ولو بعد حين أنك من الممكن أن تقوم بها؟ في هذه المقالة سنحدد بعض الخطوات التي تسمح لك بالعبور إلى ضفة القوة والجرأة.

    الشجاعة صفة مكتسبة وليست صفة موجودة في الشخصية منذ ولادتها، فهي تنشأ من خلال مشوار حياة الشخص وعلاقاته مع غيره وتأثيره وتأثره بالبيئة المحيطة به وتربيته من قبل والديه اللذين يمهدان الطريق لأبنائهم لخوض التجارب العملية في الحياة وللدخول في متاهات ناجحة وأخرى فاشلة.


    الشجاعة هي القدرة على مواجهة المواقف الصعبة والسرعة في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب دون تردد أو تهور، فالحياة تتطلب منا المجازفة والمخاطرة في بعض المواقف للقيام ببعض التغييرات المميزة وكسر الروتين القاتل.


    تندرج تحت كلمة الشجاعة كلمات كثيرة منها الجرأة، وقوة الشخصية، والثقة بالنفس، وهذه كلها مرادفات لهذه الصفة الإيجابية التي تمنح الشخص الطاقة لكسر كل ما له علاقة بالضعف والوهن والذل والمهانة والخوف من المجهول أو المستقبل.


    ديننا علمنا أن نكون شجعاناً في أقوالنا وأفعالنا ما دامت لا تتعارض مع معتقداتنا ومفاهيمنا وشريعتنا الإسلامية، لأن الجرأة في قول الحق هي صفة من صفات الأتقياء الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل نشر الدعوة وحمل لواء الإسلام عالياً دون الخوف من أعداء الله تعالى.


    الشجاعة لا تعني أن نكون أقوياء في أخذ الحقوق ممن نعرفهم في حياتنا، ولا تعني ممارسة الظلم والاستبداد بمن هم أضعف منا، وإنما هي القدرة على الدفاع عن الحق الشخصي والعام بكل بسالة، فالشجاع صاحب شخصية قوية يحمي نفسه من اعتداء الآخرين، وفي نفس الوقت يدافع عن حقوقه بقدرة عالية، وهي سمة اشتهر بها العرب في العصور القديمة، فكانت الصفة التي تحدد وتميّز النبلاء فيهم والسادة.


    الجميع يتمنى أن يكون أفضل مما كان عليه من قبل، وصفة الشجاعة هي من أكثر الصفات التي يرغب بها كل شخص سواء في الحياة العملية أو العلمية، حيث يكون الأفضل بين جميع أصدقائه وعائلته ورجال الأرض جميعاً، ولعل أكثر ما يميز مكارم الأخلاق في جميع العصور قاطبة مسألة الشجاعة والصبر والجلد في تحمل الصعاب.


    صفة الشجاعة لا تعني عدم الخوف أبداً، فالشجاعة في تعريفها الأصلي هي دفع الخوف في قلب خصمك ليصبح خوفه أكبر من خوفك، وهي قوة الملامح والقدرة على التحكم في الكلمات التي تربك المعتدي بشكل كبير، حيث تجعل من اعتدائه أمراً يبادر هو فيه بفقدان الكثير من ثقة نفسه بدل أن يحصل على شيء من الآخر، فالمعتدي إن رأى أن خسارته أكبر مما سيحصل يفكر أن ينسحب، وهنا قمة الشجاعة في إلقاء الخوف بالصبر والجلد في قلب الخصم ليشعر بأنه كلما طال به الأمر ستكون خسارة كبيرة عليه.


    الشجاعة تكون في الدفاع والهجوم لأجل الحق الفردي والعام، فنصرة المظلوم شجاعة، وقول الحق شجاعة، وإيقاف الاعتداء شجاعة، والتحضر للرحيل شجاعة، والصبر في المصائب شجاعة، فالشجاعة كلمة أكبر من أن تكون حمل سلاح، فكم من فأر حمل سلاحاً لا ينفع ولا يضر، ولا يعتقد المرء أن الشجاعة تقع في قلب كاذب آثم فهو جبان لما في قلبه من الانهزام.


    أما عن أن تصبح شجاعاً، فعليك أولاً بالتوقف عن ظلم الناس كلهم، والاعتذار لمن ظلمتهم، وتركتهم يأخذون حقهم منك فهذه أول الشجاعة، ثم تنقية قلبك من كل سوء على الناس ومن الكذب والسرقة وكل الآثام وهذه قمة الشجاعة أيضاً، ثم تأكد بأن السيف لو وضع على رقبتك فلن يجعل قلبك يهتز خوفاً، وكما أسلفت سابقاً فإن الخوف ليس ضد الشجاعة بل هو ملازمها.


    الخوف يقي الإنسان من أن يرمي نفسه بالمهالك، ويدعه يتدبر ويفكر كثيراً قبل أن يقدم على ما فيه هلاكه وهشاشة أمره، والشجاعة تكمل الخوف بأنها تلقي ما على الإنسان من خوف لأجل حق يسعى له، ويبقى الشجاع شجاعاً والجبان جباناً، فلربّ من وقف وحيداً أمام جيوش تليدة وهزمهم يكون شجاعاً، ورُبما من وقف بين ملايين الصفوف وآثر الهرب والانسحاب أيضاً يكون شجاعاً؛ لأنه قرر شيئاً للصالح العام ولما له فائدة تعم الجميع. قال صلى الله عليه وسلم : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) رواه مسلم، 2664 .

    كيف تكون شجاعاً

    هناك خطوات يجب الالتزام بها واتباعها لتكون وسيلتك في التخلص من الخوف والتخلي بالشجاعة ومنها ما يأتي:
    بادر

    في أي وقت تشعر بأنك متردد ولا تريد أن تتقدم في علاقة مع الآخرن أو في اتخاذ قرار حاسم يقرر مصيرك، استجمع قواك وبادر ولا تشعر بالخوف أو الحرج، حيث ستشعر بأنه أمر ليس شاقاً ولا متعباً، وإنما يحتاج لبعض الصبر والجرأة في اقتحام المجهول.
    صارح نفسك

    عليك أن تكون صريحاً مع نفسك أولاً حتى تتجنب الخوف الذي يعتريك من أي أمر قد يواجهك، فمثلاً: تخاف من الجلوس وحيداً في الظلام، واجه هذه الحقيقة واجلس في الظلام ليلة كاملة حتى يذهب عنك هذا الشعور، وهكذا تستطيع مواجهة أي موقف يمر في حياتك دون خوف أو تردد.
    كن إيجابياً

    يجب أن تتخلص من الأفكار السلبية، والذي يساعدك على ذلك ممارسة الرياضة، حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية تعالج قلة الثقة بالنفس والخوف. انظر دائماً إلى المميزات في أي أمر يواجهك ولا تفكر أبداً بالسلبيات حتى تستمر في حياتك وتصبح شجاعاً تستطيع مواجهة أصعب الأمور.
    تعامل مع ضغوط الحياة

    تخلص من التوتر الذي يمكن أن يحيط بك من خلال علاقتك بنفسك وبالآخرين، فيجب عليك أن تواجه ضغوطات الحياة بكل جرأة ودون الشعور بالضيق أو الخوف من الفشل. وننصح هنا بقراءة القرآن، فهي تمنح الهدوء والطمأنينة اللذين يساعدانك على التفكير بروية ودون توتر، كما يمكنك ممارسة أنواع من الرياضة التي تهدئ الأعصاب وتمنحها الراحة مثل اليوغا.
    دافع عن حقك

    في هذه النقطة تتنوع الحقوق فمنها الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يجب على الشخص أن يدافع عن حقه ببسالة ودون تردد، فالساكت عن الحق شيطان أخرس. لا تنتظر حتى يأتي شخص آخر ليدافع عن حقك أو يتكلم عنك، فلكل شخص طريقته الخاصة في خوض معركة الدفاع عن الحق والمطالبة به، فمثلاً: إذا كنت تشعر بالظلم في عملك فعليك أن تخرج من سكوتك وأن تطلق لنفسك العنان حتى تدافع عن حقك ولكن دون تهور، لئلا تسير الأمور بعكس التيار وبعكس ما تريد.
    اكتشف نفسك

    هنا يجب على الشخص أن يكتشف نفسه وأن يتعرف عليها من جديد، وذلك من خلال اكتشاف قدراتك ومميزاتك والتعرف عليها، كما على الشخص أن يقوم بتطوير ذاته وأن يخلصها من كل ما هو بالٍ وقديم، حتى يحب نفسه ويقدرها. على الشخص أن يتحلى بالشجاعة في تعريف الآخرين بمهاراته وإمكاناته، فهذا يزيد من ثقة الشخص بنفسه، وشجاعته وقوة شخصيته.
    تغلب على مخاوفك

    كل منا مر بتجارب فاشلة وصعبة، ولكن الحياة استمرت ولم تتوقف، لذا فعليك ألا تقف أبداً وأن تكمل طريقك دون الرجوع إلى الماضي فضع كل شيء وراء ظهرك، وتحت قدميك وازرع الأمل في نفسك لرؤية المستقبل بشيء من التفاؤل.

    https://hayatapp.com/news/info/127108 FROM
يعمل...
X