19 سنة تفصل بين عودة "ياسر عرفات" و "محمد عساف"
س
بعد رحلة استمرت لأكثر من أربعة أشهر، بدأها بالقفز عن السور، يعود الفلسطيني محمد عساف، نجم برنامج "Arab Idol" إلى بيته في مخيم خان يونس، بقطاع غزة، لكن عودته، لم تكن كمغادرته، فعشرات الألوف من الفلسطينيين إستقبلوه استقبال المحاربين المنتصرين، منذ وصوله معبر رفح، حتى عتبة داره، بعد أن انتظروا وصوله منذ ساعات الصباح الأولى، أشعة الشمس الحارقة لم تمنعهم من الانتظار والانتظار، السيارة التي كانت تقل عساف، تحطمت من قبل المتجمهرين، الذين حاولوا الوصول إليه.
مشهد وصول عساف إلى غزة، مشهد مكرر، لمن يتذكرون عودة الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" إلى القطاع في يوليو 1994، يومها خرجت غزة في استقباله، وبانتهاء احتلال دام 27 عاما، المشهد في المناسبتين مكرر، صور عرفات انتشرت على واجهات المباني وفي الشوارع، تماما كما حصل اليوم مع دخول عساف، الآلاف انتظروا عرفات عند معبر رفح، لمرافقته في رحلة دخول القطاع، وهو تماما ما حصل اليوم، وفي مشهد مكرر أيضا، فقد جال عرفات بشوارع غزة قبل وصوله إلى مقره، كما فعل عساف اليوم، في تحية لجمهوره ومحبيه من الفلسطينيين.
أما المشهد الأكثر ربطا بين الشخصيتنين، فكلاهما شكل بارقة أمل عند الفلسطينيين، فعرفات المعروف بكاريزميته القيادية، استطاع أن يجمع الفلسطينيين بمحبتهم له، كما استطاع عساف في رحلته في "آراب آيدول".
فرح أهالي القطاع مبرر، فهم ومنذ انتطلاق انتفاضة الأقصى، يعيشون ظروف حصار مزرية، في قطاع تبلغ مساحته 360 كم مربع، بتعداد سكاني يقارب المليونين، ليصبح المكان الأكثر كثافة سكانية في العالم.
الغزيون ومنذ 28 سبتمبر 2000، قدموا 3250 شهيد خلال الانتفاضة الثانية، هدمت إسرائيل خلال هذه الفرة أكثر من 11 ألف منزل، بعد أقل من عامين على انتهاء الانتفاضى، عانى أهالي القطاع من حالة الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس، عام 2007، والذي إدى إلى الإنقسام، وقيام حكومة مستقلة في غزة، ما جر على القطاع حصار من الجانبين الإسرائيلي والمصري، اضطر أهالي القطاع بعدها للعيش على ما يصلهم من الأنفاق، أمام شح الدواء والغذاء والماء، وتردي أحوال الطبابة والمستشفيات.
وبعد الانقسام عاشت غزة أيام حرب طويلة في أواخر العام 2008، والضربات الإسرائيلية لم تتوقف خلال الأعوام التي تلتها، كانت أشدها في أواخر العام 2012.
احتشاد الآلاف من المحبين أمام منزله أعاق وصوله، محاولات إدخاله باءت بالفشل، بحسب ما بثته "قناة العربية"، لافتات وأعلام، وأغنيات وطنية، خاصة تلك التي رددها عساف على المسرح.
اللافت أن الاستقبال في القطاع كان رسميا وشعبيا، حيث استقبله وفد من وزارة الثقافة في حكومة غزة، بالإضافة إلى مخرجين وفنانين وكتاب وبعض النواب من المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من حركة "فتح"، والجماهير التي تابعته.
الفنان الذي يبلغ "23 عاما" ألقى كلمة مقتضبة في مخيم خان يونس، شكر فيها كل من سانده، وأهدى انجازه إلى الشعب الفلسطيني والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال، وقال:"أهم شي الوحدة الوطنية، نحن شعب واحد، نريد حريتنا، أتمنى أن أكون وحدت شقي الوطن من خلال ما قدمته في البرنامج".
مراسل العربية قال:" المشهد كان غريب، والد محمد عساف لم يتمكن من الوصول بسهولة إلى بيته، وحتى هذه اللحظة لم يستطع عساف أن يدخل منزله، فتوجه إلى أحد الفنادق في القطاع".
وأضاف:" محمد بدا سعيدا بهذه الحفاوة، والدهشة كانت واضحة عندما شاهد الجميع بانتظاره، حيث كان قد خرج من قطاع غزة متمنيا أن يصل صوته إلى العالمية، ولم يكن معروف في غزة، أما اليوم وبعد أربعة أشهر فالصورة مختلفة، الشعبية التي لقي بها لم يحظ بها إلا قادة قليلين أمثال أبو عمار".
س
- [*=center]
بعد رحلة استمرت لأكثر من أربعة أشهر، بدأها بالقفز عن السور، يعود الفلسطيني محمد عساف، نجم برنامج "Arab Idol" إلى بيته في مخيم خان يونس، بقطاع غزة، لكن عودته، لم تكن كمغادرته، فعشرات الألوف من الفلسطينيين إستقبلوه استقبال المحاربين المنتصرين، منذ وصوله معبر رفح، حتى عتبة داره، بعد أن انتظروا وصوله منذ ساعات الصباح الأولى، أشعة الشمس الحارقة لم تمنعهم من الانتظار والانتظار، السيارة التي كانت تقل عساف، تحطمت من قبل المتجمهرين، الذين حاولوا الوصول إليه.
مشهد وصول عساف إلى غزة، مشهد مكرر، لمن يتذكرون عودة الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" إلى القطاع في يوليو 1994، يومها خرجت غزة في استقباله، وبانتهاء احتلال دام 27 عاما، المشهد في المناسبتين مكرر، صور عرفات انتشرت على واجهات المباني وفي الشوارع، تماما كما حصل اليوم مع دخول عساف، الآلاف انتظروا عرفات عند معبر رفح، لمرافقته في رحلة دخول القطاع، وهو تماما ما حصل اليوم، وفي مشهد مكرر أيضا، فقد جال عرفات بشوارع غزة قبل وصوله إلى مقره، كما فعل عساف اليوم، في تحية لجمهوره ومحبيه من الفلسطينيين.
أما المشهد الأكثر ربطا بين الشخصيتنين، فكلاهما شكل بارقة أمل عند الفلسطينيين، فعرفات المعروف بكاريزميته القيادية، استطاع أن يجمع الفلسطينيين بمحبتهم له، كما استطاع عساف في رحلته في "آراب آيدول".
فرح أهالي القطاع مبرر، فهم ومنذ انتطلاق انتفاضة الأقصى، يعيشون ظروف حصار مزرية، في قطاع تبلغ مساحته 360 كم مربع، بتعداد سكاني يقارب المليونين، ليصبح المكان الأكثر كثافة سكانية في العالم.
الغزيون ومنذ 28 سبتمبر 2000، قدموا 3250 شهيد خلال الانتفاضة الثانية، هدمت إسرائيل خلال هذه الفرة أكثر من 11 ألف منزل، بعد أقل من عامين على انتهاء الانتفاضى، عانى أهالي القطاع من حالة الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس، عام 2007، والذي إدى إلى الإنقسام، وقيام حكومة مستقلة في غزة، ما جر على القطاع حصار من الجانبين الإسرائيلي والمصري، اضطر أهالي القطاع بعدها للعيش على ما يصلهم من الأنفاق، أمام شح الدواء والغذاء والماء، وتردي أحوال الطبابة والمستشفيات.
وبعد الانقسام عاشت غزة أيام حرب طويلة في أواخر العام 2008، والضربات الإسرائيلية لم تتوقف خلال الأعوام التي تلتها، كانت أشدها في أواخر العام 2012.
احتشاد الآلاف من المحبين أمام منزله أعاق وصوله، محاولات إدخاله باءت بالفشل، بحسب ما بثته "قناة العربية"، لافتات وأعلام، وأغنيات وطنية، خاصة تلك التي رددها عساف على المسرح.
اللافت أن الاستقبال في القطاع كان رسميا وشعبيا، حيث استقبله وفد من وزارة الثقافة في حكومة غزة، بالإضافة إلى مخرجين وفنانين وكتاب وبعض النواب من المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من حركة "فتح"، والجماهير التي تابعته.
الفنان الذي يبلغ "23 عاما" ألقى كلمة مقتضبة في مخيم خان يونس، شكر فيها كل من سانده، وأهدى انجازه إلى الشعب الفلسطيني والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال، وقال:"أهم شي الوحدة الوطنية، نحن شعب واحد، نريد حريتنا، أتمنى أن أكون وحدت شقي الوطن من خلال ما قدمته في البرنامج".
مراسل العربية قال:" المشهد كان غريب، والد محمد عساف لم يتمكن من الوصول بسهولة إلى بيته، وحتى هذه اللحظة لم يستطع عساف أن يدخل منزله، فتوجه إلى أحد الفنادق في القطاع".
وأضاف:" محمد بدا سعيدا بهذه الحفاوة، والدهشة كانت واضحة عندما شاهد الجميع بانتظاره، حيث كان قد خرج من قطاع غزة متمنيا أن يصل صوته إلى العالمية، ولم يكن معروف في غزة، أما اليوم وبعد أربعة أشهر فالصورة مختلفة، الشعبية التي لقي بها لم يحظ بها إلا قادة قليلين أمثال أبو عمار".
تعليق