أقدم محل لصناعة "الكنافة النابلسية" الأكلة الشعبية العريقة..طريقة تحضيرها..ولماذا يعشقها الناس ؟
رائحتها منتشرة بين جدران البلدة القديمة ليسطر لنا الخان القديم أو ما يسمى ب(خان التجار ) قصتها، تشتمها من بعد مسافة لكي تأخذك قدميك إليها وتقول لبائعها من فضلك أعطيني منها ،تراها ذهبية اللون لامعة يخرج البخار منها .
لم تتغير رائحتها مع مرور السنين وكثرة صناعها لكي تبقى الكنافة النابلسية عبق المذاق الشهي يتذوقها القادم والخارج من المدينة ويشتريها الفلسطيني ليأخذه إلى بقية أفراد أسرته .
"هي من الأكلات الشعبية المطلوبة بشكل مستمر " بهذه الكلمات ابتدء باسل الشتير حديثه صاحب أقدم محل يصنع الكنافة "محل الأقصى للحلويات" في مدينة نابلس .
وأضاف الشتير ان الكنافة هي عنوان الحضارة في نابلس ولها تاريخ طويل يتوارثه الأجيال من جيل لأخر .
وأكد إن الكنافة في جميع ألاماكن والمحلات تتكون من المقادير ذاتها دون أي اختلاف أهمها:الطحين ،الماء ، الحليب , السكر والملح ،وأخيرا الصبغة ذات اللون الأصفر .
وأوضح الشتير انه في البداية يتم خفق المواد حسب المقادير ومن ثم يتم إحضار العجيبة وعملها على شكل خيوط ذهبية بحيث يتم بعدها تسخينها وإضافة السمنة لها .
وأشار أنه بعد الخطوة السابقة يتم وضع العجيبة بالماكينات لكي يتم تجهيزها وتتخيلها حتى يتم التخلص من أي قطع زائدة .
ونوه إن الجبنة تكون طرية يتم إحضارها كل يوم بيوم مشيرا إلى انه بعد إن يتم تحلية الجبنة ندخل بمرحلة تجهيز الكنافة بحيث ندهن الصينية بالسمنه ثم نرش العجينه فوقها التي تحتاج ال ما يقارب من 5 _7 دقائق .
وفي السياق قال ان المرحلة الاخيرة تتم بعد ان يتم تجهيز العجينة بحيث نقوم بتسيخ الجبنه ثم نحضر صدر اخر نقلبها عليه ثم نضع القطر .
وقال الشتير ان كثرة المحلات الاخرى في المدينة لا تؤثر على انتاجية المحل الذي يعتبر بمثابة المحل التاريخي لصنع الكنافه في نابلس مشيرا الى انه هو الاكثر وفودا من الزوا العرب الذين يأتون من مختلف الاماكن بحيث لا يقتصر على اهل المدينة منوها ان السياح الاجانب لهم اقبال كبير وواضح على الكنافه النابلسية .
كما أشار الشتير ان الازمة الاقتصادية لها دورا واضحا في تذبذب الزبائن والطلب على الكنافه في ضوء الظروف المعيشية الصعبة التي يشهدها الناس .
وقال ان اقبال الناس على هذه الاكلة الشعبية يزداد في فصل الشتاء خاصة في ايام البرد مشيرا الى ان الطلب عليها مستمر في جميع الايام ولكنه بتفاوت .
واكد الشتير ان المأكولات الاخرى او بما يسمى بالمأكولات الغربية كالكاتوه وبيت فور لا تؤثر على الطلب عليها كونها اكلة شعبية .
ونوه احد العاملين خالد علوش الذي يعمل في تصنيع الكنافه منذ 23 عاما ان الكنافة هي الأكلة الوحيدة التي لا تحدد من قبل مزاج الزبائن كونها الاكلة المحبوبة لدى الجميع والتي لا يكرهها احد.
من جهة اخرى قال هشام مسعود الحائز على الجائزة الأولى في مهارة تصنيع الكنافه ان الالات والمعدات يتم تجديدها ما بين فترة وأخرى ولكن طريقة التصنيع تبقى ثابتة وهذا ما يمزنا عن المحلات الاخرى .
وأضاف إن الدخل الذي يحصل عليه أنا وبقية العاملين هنا كافي لسد احتياجينا في ضوء ظروف المعيشية .
وقال أبو حمدي الذي يقف وراء الطاولة ليقطع الكنافة في الصحون ويعطيعها للناس ان الكنافة هي التي كتب عنها الزمن منوها ان اجوائها جميلة جداخاصة في المناسبات حيث يكثر الطلب عليها .
وأضاف ان هناك الكثير من الناس الذين يطلبون العجينه ويصنعوها في البيت عدا عن بعض الزبائن الذين يحضرون معهم الخبز لكي يضعون الكنافه بداخلها.
كما أكد المواطن أبو أكرم (45 عاما ) انه كلما يأتي الى نابلس يتوجه بالبداية الى محلات الكنافه وخاصة التي توجد داخل الخان القديم .
وأشارت الحاجة أم علي (50) عاما خلال حديثه انها تأتي هي وبناتها كل فترة واخرى لكي تتناول طبق الكنافه مشيرة ان سعرها بسيط في متناول اليد .
وقال المواطن زيد ماجد (25) عاما ان الكنافة النابلسية من اشهى المأكولات العربية والذها خاصة في ظل كثرة الحلويات الاخرى .
ومن الجدير ذكره ان مدينه نابلس التي تقع شمال الضفة الغربية اشتهرت بصناعه الكنافه النابلسية التي اصبح لها سيط عالمي بسبب افتخار اهل نابلس بهذا الطبق الشهي لدرجة انهم قاموا بصناعة اكبر صدر كنافه بالعالم .
كما ان الكنافه النابلسية التي اصبحت من التراث الفلسطيني التي يتناقله الاجيال بحيث تعتبر بمثابة الحضارة والتاريخ والهوية .
تعليق