بحيرة فان البرلينية- سحر الماضي وبقايا الحرب الباردة
تختلف المنطقة المحيطة ببحيرة فان البرلينية كلياً عن بقية أجزاء العاصمة الألمانية في نواح ٍ كثيرة، فهي هادئة وفاخرة، كما أنها تعد من الشواهد المهمة على أحداث تاريخية مرت بها العاصمة برلين.
تقع بحيرة فان الكبيرة جنوب غرب العاصمة برلين، ولكنها ليست الأكبر بين بحيرات العاصمة، إذ تُعتبر بحيرة موغيل الواقعة شرقاً هي الأكبر. كانت بحيرة فان ذات أهمية كبيرة لقاطني برلين الغربية بشكل خاص قبل عام 1989، عام توحيد شطري ألمانيا، لكنها أصبحت بعد الوحدة مركزاً للإبحار الشراعي لكافة سكان العاصمة.
من له هواية الإبحار يمكنه استعارة ما يحتاجه من حظائر الزوارق المنتشرة على شاطئي البحيرة غرباً وشرقاً: كزوارق الكانو والمراكب ثنائية الهيكل والزوارق التي تعمل بالطاقة الشمسية. بيد أن البحيرة تزدحم بالمصطافين حالما يتحسن الطقس، وعندها يتوجب على المرء أثناء الإبحار تفادي الاصطدام بالزوارق الأخرى، وذلك يتطلب مهارة خاصة.
بحر بديل أثناء الحرب الباردة
خلال عقود الحرب الباردة كانت البحيرة بمثابة بحر بديل للجزء الغربي من برلين المحاطة بالجدار، الذي قسم شطري المدينة. والأماكن المخصصة للسباحة عند شاطئها كانت المكان المُفضل، الذي يقبل عليه سكانها أيام الصيف الحارة.
لكن عصر ازدهار للبحيرة يعود إلى مطلع ثلاثينات القرن الماضي، إذ قدِم إليها آنذاك أكثر من مليون زائر، بينما يُقدر اليوم عدد الراغبين في السباحة فيها بحدود 200 ألف على الأقل سنوياً. ومهما كانت الظروف لن يعاني المرء من العزلة، عندما يقوم بنزهة بسيطة عند شاطئ بحيرة فان بأبنيته قديمة الطراز.
روعة الماضي الزاخر بالأحداث
على الجهة الأخرى من البحيرة وإلى جانب اتحاد الرياضة المائية، تقوم بعض منازل برلين الضخمة، شاهدة على كثير من الأحداث التاريخية. الرسام الألماني ماكس ليبرمان قضى أشهر الصيف ابتداء من عام 1910 في فيلته، حيث أنجز أكثر من مائتي لوحة. وكانت حديقة هذه الفيلا الموضوع المشترك بين جميع هذه اللوحات. تحولت هذه الفيلا بحدائقها إلى مُتحف.
الشارع المار على المتحف، والذي تتوزع على جانبيه منازل فخمة، يجتاز مستعمرة آلزين، وهي مستوطنة أُسِست عام 1863، ويقوم فيها عدد كبير من المنازل الصيفية الفارهة، التي اُنفق الكثير من المال على تشييدها خلال السنوات الأولى للإمبراطورية الألمانية.
ويُعتبر هذا الشارع أيضاً شاهداً على حقبة تاريخية شديدة الظلام، إذ جُرِدت أرملة الرسام ليبرمان عام 1940 من أملاكها، لكنها انتحرت بعد ثلاثة أعوام، عندما أراد النازيون نقلها إلى معتقل تيريزين.
على مبعدة مئات الأمتار من فيلا ليبرمان، تقوم فيلا مارلير، التي التقى فيها قادة النازية عام 1942 لتنظيم ما يُسمى الحل النهائي للمشكلة اليهودية، وقد دخل هذا الاجتماع التاريخ لاحقاً باسم "اجتماع بحيرة فان". وفي هذا المنزل أيضاً يوجد مُتحف.
نزهة مثالية على الضفاف
في نهاية الشارع يتربع أسد مدينة فلينزبورغ على عرشه، وهو نسخة مصنوعة من الزنك لتمثال انتزعه البروسيون من الدانماركيين أثناء الحرب على شليسفيغ-هولشتاين عام 1864 ووضعوه هنا كرمز للانتصار.
تمتد المستعمرة في الغابات، ويبدأ طريق بمحاذاة الشاطئ بطول 7.5 كلم، مروراً بجزيرة الطواويس، حيث التقى ذات مرة ملك بروسيا فريدريش فيلهلم الثاني عشيقته.
أما الطبق التقليدي الذي تقدمه مطاعم بحيرة فان هو سمك تساندر الطازج من مياه هافل الجارية والذي يُجهز مع دُهن الخنزير، إذ يُقدم سواء في مطاعم الوجبات السريعة التابعة لجمعيات الإبحار الشراعي، أو في الفنادق الكبيرة الموجودة في منطقة البحيرة.
إذا كانت برلين- كما قال عمدتها كلاوس فوفيرايت ذات مرة- " فقيرة لكنها جذابة"، فإن بحيرة فان هي نقيض برلين، فهي مكان الترف الثابت والاسترخاء.
تختلف المنطقة المحيطة ببحيرة فان البرلينية كلياً عن بقية أجزاء العاصمة الألمانية في نواح ٍ كثيرة، فهي هادئة وفاخرة، كما أنها تعد من الشواهد المهمة على أحداث تاريخية مرت بها العاصمة برلين.
تقع بحيرة فان الكبيرة جنوب غرب العاصمة برلين، ولكنها ليست الأكبر بين بحيرات العاصمة، إذ تُعتبر بحيرة موغيل الواقعة شرقاً هي الأكبر. كانت بحيرة فان ذات أهمية كبيرة لقاطني برلين الغربية بشكل خاص قبل عام 1989، عام توحيد شطري ألمانيا، لكنها أصبحت بعد الوحدة مركزاً للإبحار الشراعي لكافة سكان العاصمة.
من له هواية الإبحار يمكنه استعارة ما يحتاجه من حظائر الزوارق المنتشرة على شاطئي البحيرة غرباً وشرقاً: كزوارق الكانو والمراكب ثنائية الهيكل والزوارق التي تعمل بالطاقة الشمسية. بيد أن البحيرة تزدحم بالمصطافين حالما يتحسن الطقس، وعندها يتوجب على المرء أثناء الإبحار تفادي الاصطدام بالزوارق الأخرى، وذلك يتطلب مهارة خاصة.
بحر بديل أثناء الحرب الباردة
خلال عقود الحرب الباردة كانت البحيرة بمثابة بحر بديل للجزء الغربي من برلين المحاطة بالجدار، الذي قسم شطري المدينة. والأماكن المخصصة للسباحة عند شاطئها كانت المكان المُفضل، الذي يقبل عليه سكانها أيام الصيف الحارة.
لكن عصر ازدهار للبحيرة يعود إلى مطلع ثلاثينات القرن الماضي، إذ قدِم إليها آنذاك أكثر من مليون زائر، بينما يُقدر اليوم عدد الراغبين في السباحة فيها بحدود 200 ألف على الأقل سنوياً. ومهما كانت الظروف لن يعاني المرء من العزلة، عندما يقوم بنزهة بسيطة عند شاطئ بحيرة فان بأبنيته قديمة الطراز.
روعة الماضي الزاخر بالأحداث
على الجهة الأخرى من البحيرة وإلى جانب اتحاد الرياضة المائية، تقوم بعض منازل برلين الضخمة، شاهدة على كثير من الأحداث التاريخية. الرسام الألماني ماكس ليبرمان قضى أشهر الصيف ابتداء من عام 1910 في فيلته، حيث أنجز أكثر من مائتي لوحة. وكانت حديقة هذه الفيلا الموضوع المشترك بين جميع هذه اللوحات. تحولت هذه الفيلا بحدائقها إلى مُتحف.
الشارع المار على المتحف، والذي تتوزع على جانبيه منازل فخمة، يجتاز مستعمرة آلزين، وهي مستوطنة أُسِست عام 1863، ويقوم فيها عدد كبير من المنازل الصيفية الفارهة، التي اُنفق الكثير من المال على تشييدها خلال السنوات الأولى للإمبراطورية الألمانية.
ويُعتبر هذا الشارع أيضاً شاهداً على حقبة تاريخية شديدة الظلام، إذ جُرِدت أرملة الرسام ليبرمان عام 1940 من أملاكها، لكنها انتحرت بعد ثلاثة أعوام، عندما أراد النازيون نقلها إلى معتقل تيريزين.
على مبعدة مئات الأمتار من فيلا ليبرمان، تقوم فيلا مارلير، التي التقى فيها قادة النازية عام 1942 لتنظيم ما يُسمى الحل النهائي للمشكلة اليهودية، وقد دخل هذا الاجتماع التاريخ لاحقاً باسم "اجتماع بحيرة فان". وفي هذا المنزل أيضاً يوجد مُتحف.
نزهة مثالية على الضفاف
في نهاية الشارع يتربع أسد مدينة فلينزبورغ على عرشه، وهو نسخة مصنوعة من الزنك لتمثال انتزعه البروسيون من الدانماركيين أثناء الحرب على شليسفيغ-هولشتاين عام 1864 ووضعوه هنا كرمز للانتصار.
تمتد المستعمرة في الغابات، ويبدأ طريق بمحاذاة الشاطئ بطول 7.5 كلم، مروراً بجزيرة الطواويس، حيث التقى ذات مرة ملك بروسيا فريدريش فيلهلم الثاني عشيقته.
أما الطبق التقليدي الذي تقدمه مطاعم بحيرة فان هو سمك تساندر الطازج من مياه هافل الجارية والذي يُجهز مع دُهن الخنزير، إذ يُقدم سواء في مطاعم الوجبات السريعة التابعة لجمعيات الإبحار الشراعي، أو في الفنادق الكبيرة الموجودة في منطقة البحيرة.
إذا كانت برلين- كما قال عمدتها كلاوس فوفيرايت ذات مرة- " فقيرة لكنها جذابة"، فإن بحيرة فان هي نقيض برلين، فهي مكان الترف الثابت والاسترخاء.
تعليق