أسطورة السيف الدمشقي~~

[♪♪زهرة اللوتس♪♪]

أسطورة السيف الدمشقي

نحن الآن في نهاية القرن السادس الهجري ، زمن الحملات الصليبية الأوروبية على الشرق الإسلامي . وفي خيمة أحد القادة الصليبين ، اجتمع بعض الفرسان والأمراء الصليبين ، وكان الحديث يدور عن السيف الأعجوبة السيف الدمشقي الذي يستطيع أن يشطر الرجل إلى نصفين دون أن ينكسر أو يتثلم بعكس سيوفهم الثقيلة والعريضة والتي كثيراً ما تتكسر إذا تعرضت لقوة كبيرة . وتذاكروا قصة ريتشارد قلب الأسد مع صلاح الدين الأيوبي : أحضر ريتشارد قطعة حديد صغيرة وقطعها بسيفه وقال لصلاح الدين سنحاربكم بسيوف مثل هذه ، فأخرج صلاح الدين منديلاً حريرياً من جيبه ورماه في الهواء وهوا عليه بسيفه فقطعه إلى نصفين وهو يسبح في الهواء وقال : لريتشارد ونحن سنقاتلك بسيوف مثل هذه . انتهى اجتماع القادة الصليبين وكانت النتيجة الوحيدة التي وصلوا لها من اجتماعهم هي ازدياد دهشتهم وإعجابهم بصنع المسلمين . فالسيوف الدمشقية تميزت بصفات عديدة : صلابتها الشديدة و متانتها العالية جداً (المتانة مقاومة المادة للكسر) النصل المرهف البالغ الحدة ، خفة الوزن مقارنة بالسيوف الأخرى . وكان صناع السيوف الدمشقيون يقومون بصنع آلاف القطع من هذه السيوف وأيضاً خناجر دمشقية من نفس المعدن للجيوش الإسلامية ، لعقود طويلة من الزمن ، وقد حاول الأوربيون محاولات كثيرة لمعرفة سر السيف الدمشقي وبالرغم من حصولهم على بعض السيوف الدمشقية وتقديم عينات منها لأشهر صناع السيوف الأوربيون إلا إنهم فشلوا ، وحاولوا رشوة بعض الصناع المسلمون لاكتشاف سر السيف الدمشقي إلا إنهم فشلوا أيضاً ، وبعد فشلهم المتكرر في صناعة السيف الدمشقي واكتشاف سره ، أطلق الأوربيون على معدن السيف الدمشقي اسم المعدن الأسطوري . وقد صُنعت السيوف الدمشقية من فولاذ خاص يحتوي على نسبة عالية من الكربون ، تتم معالجتها لفترات طويلة وبطرق لم يكشف سرها حتى يومنا هذا ، ويكون ناتج تلك المعالجة فولاذ ذو بنية ليفية تظهر عليها خطوط دقيقة وجميلة . مع تقدم العلم في العصر الحديث تم اكتشاف بعض أسرار السيف الدمشقي ، ففي عام 2006م نشر فريق بحث ألماني أن معدن السيف الأسطوري هو عبارة عن أسلاك وأنابيب الكربون النانوية . لكن ما أذهلهم وما جهلوه هو كيف استطاع صناع دمشق الوصول لهذه الدقة المتناهية في ذلك الزمن . فسر ذلك مات مع صانعوه وحتى يومنا هذا لا يوجد خبر مؤكد عن ذلك ، ومابين الفترة والأخرى يخرج لنا باحث ويعلن أنه اكتشف سر صناعة السيف الدمشقي ، ويشرح آلية معينة ، ولكنها تبقى في إطار التوقعات . ويبقى سر السيف الدمشقي تحدي تركه صانعوه ، استعصى على من بعدهم على مر العصور.