بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فارج الهمِّ والغمَّ.. مجيب دعوة المضطر... والصَّلاةُ والسلام على سيدنا محمدٍ خيرُ مَنْ وطأتْ قدماه الأرض... الذي أوذيَ في الله..فكان الصبر هو سمته صلى الله عليه وسلم بل إكتسب الصبرُ منه كرامةً وشرفا..
أحبتي في الله
الله جلَّ في علاه هو فارج الهم وكاشف الغم ومدر النعم ودافع النقم، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ } [النمل: 62].
ومن فضله جلَّ وعلا أنه يردف النقمة بالنعمة والبلاء بالعافية والضيق بالسعة، والحزن بالفرح، وجعل لكل شدة انفراجا، وجعل مع العسر يسرين فقال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }(5) {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }الشرح6
قال ابن جرير :حدثني المثنى حدثنا مطرف بن عبد الله المديني...
حدثنا مالك بن زيد بن أسلم قال :
كتب أبوة إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم ،،،
فكتب إليه عمر :
أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزلة شدة يجعل الله له بعدها فرجا ...
وإنه لن يغلب عسر يسرين وإن الله تعالى يقول
" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
إن بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ريّا، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية،،،،
سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، ويُفكّ العاني، وينقشع الظلام،
بشّر الليل بصبح صادق سوف يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية،
بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر،
بشّر المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة.
ولربَّ ضائقةِ يضيق الفتى بها*** ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها*** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرجُ
ومن الله العون والتوفيق.....
تعليق