صباح الخير..
مدخل:
يقول أحمد شوقي: "وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا "
’،
ويقول " مونتيسكو" : " ليس هناك من ظلم أو عدل إلا ما تأمر به أو تنهى عنه القوانين الوضعية لان الانسان بطبعه يميل الى ماهو في مصلحته.."
/
أصدقائي..بناءً على تجارب شخصية ..ورؤيا واقعية أحببت اليوم أن أطرح موضوع شائك ومهم..وهو علاقة القانون بالأخلاق وبالعكس..
فالقانون هو جملة من القواعد العملية المفروضة على الإنسان من الخارج لتنظيم شؤون حياته ..
والأخلاق هي إلزام داخلي يأمر وينهي في مجال الخير والشر
،
مثال في عملي..كُلّفنا بمهمة تدقيق مشروع هندسي ودراسة المناقصات التي تخصه..فكنا نحن مجموعة الدارسين
نجتمع يومياً لبحث المشروع وتدقيق بنوده..وكان هناك ثغرة في القانون الموضوع لدراسة المناقصة..اي أن القانون أغفل بنداً مهماً..
و باستطاعتنا أن نستغل الموقف و كما يقال بالعامية: "أنو يطلعلنا لحسة إصبع لكل شخص فينا.."
وبطريقة جداً قانونية ودون أن يُشكّ بأمرنا أو نتهم بشيء..
لولا أخلاقنا وضميرٌ يملأ قلبنا..فكانت الأخلاق هنا هي الرادع..وليس القانون..
/
مثال آخر: في بلدنا سوريا وكما تعرفون..لم تطبق قوانين نظافة الأماكن العامة التي وضعت لحماية المرافق العامة والمحافظة على نظافتها وجماليتها ..
فـ هناك من يرمي حتى ولو منديل أو ورقة على الأقل..وهناك من كان يهتم بداية ثم :" شافا خربانة وخربانة ..ئلك شو رح أثر أنا.."
بينما هولاء الأشخاص أنفسهم..يذهبون إلى دول الخليج..المعروفة بقوانينها الصارمة بهذه الأمور..: " ورجلون فوء رئبتون..بيحترموها مشان ما يتخالفو.."
فهنا القانون كان الرادع..
/
كثيرٌ من زعماء العرب والعالم" صدام حسين..ستالين..على سبيل المثال" كانو معروفين بصرامة قوانينهم وتشددهم حيال هذا الموضوع..
ولم يؤمنو بالأخلاق..ولم يعولو عليها لبناء دولة يسود فيها النظام..
،
بينما دعاة الأخلاق والمبادئ..نادو بالأخلاق أولاً وأخيراً..باعتبارها هي الرادع الداخلي الذاتي
لأن التحايل على القانون والدوران حوله بات شيئاً بديهياً في مجتمعاتنا
إن كان في طبقة القضاء والمحامين المسؤولة عن تطبيق القانون ..أو بين مختلف فئات المجتمع..
اي يستطيع الانسان الإفلات منها وتجاوزها..باعتبار أن القانون لا يستطيع مراقبة الفرد..
ولكنه لا يستطيع الافلات من ضميره..
/
لا شك ان القانون والأخلاق معنيين مرتبطين ببعض شديد الارتباط..
لكن هل نستطيع القول أن الأخلاق هي الحاضن لتطبيق القانون..أم أن القانون هو الدافع للعمل بالأخلاق..؟
لا شك ان القانون والأخلاق معنيين مرتبطين ببعض شديد الارتباط..
لكن هل نستطيع القول أن الأخلاق هي الحاضن لتطبيق القانون..أم أن القانون هو الدافع للعمل بالأخلاق..؟
تحياتي...
تعليق