أطفال الشوارع
بملابسهم الرثة الممزقة، وأرجلهم الحافية، وسحنتهم التي تبدو عليها أمارات المرض والإعياء -أصبح "أطفال الشوارع" يشكلون أحد معالم العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث تقابلهم بكثرة في العديد من الأماكن مثل الأسواق وقرب المطاعم وفي محطات الحافلات وقرب دور السينما ومحلات الفيديو وفي أماكن جمع القمامة وفي أي مكان يمكن أن يوفر مصدر دخل مهما كان بطريقة شرعية أو غير شرعية، لقد قرر هؤلاء الصبية مواجهة الحياة بمفردهم بعد أن فقدوا الدفء العائلي والحنان الأسري لسبب أو آخر وخرجوا من بيوتهم ليتبنوا الشارع مأوى ومسكنا، حاملين همومهم بعيدا عن أسرة لا يثقون بها. قال تعالى (آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ( سورة الحديد .. آيه 7 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : "اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً" الأمر الذي نتج عنه ارتفاع معدلات البطالة وتزايد نسبة الفقراء ممن فقدوا مصادر دخلهم التقليدية في الريف دون أن توفر لهم الحياة الحضرية بديلا عنها وهو ما أنعكس على النواحي الاجتماعية فتزايدت معدلات الطلاق وتكاثرت نسب التفكك الأسري وتناقص التكافل الاجتماعي القبلي التقليدي. كان الأطفال الضحية الأولى لكل تلك التطورات ففقدوا الحنان والعطف واضطر كثير منهم -بعد أن وجد نفسه خارج مظلة العائلة وتوجيهها- إلى السرقة، واستغلت بعض العصابات الإجرامية الوضع فأوقعت العديد من الأطفال في شراك المخدرات لتستغلهم في السرقة وغيرها من الأنشطة الإجرامية، فيما تعرض من سَلم من تلك العصابات إلى سوء التغذية ليصبح فريسة للأمراض. أطفال الشوارع تعبير عام يستخدم لوصف الاطفال و اليافعين، الذكور و الإناث، الذين يعيشون في الشوارع لفترات طويلة من الزمن، وهناك اسباب كثيرة لكي ينتهي الحال بالأطفال في الشارع، فبعضهم ليس له بيت، اذ ربما تخلت اسرته عنه والبعض الاخر من اليتامى او المحرومين ممن يقدم لهم الرعاية الاولية. مشكلة يغذيها الفقر والنزاع والذي يجعل الأسر تدفع بأبنائها إلي ممارسة أعمال التسول والتجارة من بعض السلع الهامشية مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر الشارع. الأوضاع الأسرية: تلعب الظروف الأسرية دورا أساسيا في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وابرز تلك العوامل هي: - تفكك الأسر إما بالطلاق أو الهجر أو وفاة أحد الوالدين. - كبر حجم الأسرة عن الحد الذي يعجز فيه الآباء عن توجيههم وتلبية احتياجاتهم. 1) أطفال يعيشون في البيت والشارع- ارتفاع كثافة المنزل إلي درجة نوم الأبناء مع الوالدين في حجرة واحدة. - الخلافات والمشاحنات المستمرة بين الزوجين. الطلاق 2) أطفال يعملون في الشارع ويحصلون على دخل لا بأس به 3)أطفال يستغلون وخاصة الاستغلال الجسدي و قسوة الوالدين علي الأبناء يدفعهم إلي الهروب من المنزل والانضمام إلي أصدقاء السوء.
تعتبر مشكلة أطفال الشوارع ظاهرة عالمية تفاقمت في الفترة الأخيرة بشكل كبير وقد اهتمت بها الدول التي تكثر فيها هذه الظاهرة لما قد ينتج عنها من مشاكل كثيرة تؤثر في حرمان شريحة كبيرة من هؤلاء الأطفال من إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية. وهيئة الأمم المتحدة أولت اهتماماً بالغاً بها مما أعطاها بُعداً دولياً أكثر في التركيز عليها حيث عرفتها بأنها: |
تعليق