سرعلاقة الإنسان بوطنه
إن علاقة الإنسان بوطنه كعلاقة الجزء بكله
والشأن في الجزء أن يحن دائما إلى الكل
وأن يذود دائما عن كله كما يذود عن نفسه
وهذه حقيقة أجمعت عليها الأمم والناس في سالف الدهور والعصور.
إن الحرز الذي يحمي الوطن ويبعده عن الآفات المختلفة إنما هو العدالة
وأقول وهل في الناس من لا يعلم ان بين العدالة والظلم تناقضا دائما
فحيثما وجدت العدالة غاب الظلم وحيثما غابت العدالة فلا بد أن يتحقق الظلم
ولكن العدالة تحتاج إلى ميزان يضبطها وميزان العدالة إنما هو الشرائع والقوانين.
و أن الشرائع هي ترجمان العدالة في كل عصر وزمان
ولكي لا تكون العدالة عنوانا لا مضمون تحته ينبغي أن تكون منضبطة بالشرائع..
ولكن الشرائع لا يمكن أن تفعل فعلة إلا بواسطة مكارم الأخلاق
ذلك لأن القانون لا يوجد شيئا معدوماً وإنما يرعى ويحرص على ما هو موجود
فلا بد من مكارم أخلاق يتمتع بها الفرد.
و أن مكارم الأخلاق حقاً هي التربة التي يينع فيها القانون ومن ثم تينع فيها العدالة
ومن ثم تتحقق الصلة ما بين الفرد والوطن
وهكذا فإن حنين الإنسان إلى وطنه والتجاءه إلى العدالة لرعاية الوطن
وعوده إلى القوانين والشرائع لضبط العدالة كل ذلك كالأسلاك المتصلة
إن لم يسر فيها التيار الذي يبعث فيها القوة فلن تجد قوة لهذه الأسلاك قط
إلى أن القوة التي تبعث الحياة في القوانين والشرائع
ومن ثم تبعث الحياة في العدالة ومن ثم تبعث الحياة في صلة ما بين الإنسان ووطنه
انما هو الخلق الإنساني الباسق.
و هل من فرق بين الإنسان وبين أشرس الحيوانات الضارية المتوحشة..
هل من فرق بين هذا وذاك إلا الأخلاق إذ يتوج بها الإنسان..
ولكنني أعجب لأناس كثيرين انتقلوا من وسيلة إلى أخرى
إلى أن وصلوا إلى الوسيلة العظمى التي هي الأخلاق الإنسانية المثلى
ثم إنهم وقفوا عندها ولم يسألوا أنفسهم أين هو معين الأخلاق الانسانية المثلى..
لقد بحثتم عن معين العدالة واكتشفتم أن معين العدالة:
إنما هو القانون فهلا بحثتم عن معين الأخلاق أيضا.
أن الأخلاق الإنسانية المثلى لا تستنبت إلا في تربة الإيمان بالله سبحانه وتعالى
ولا تنشأ إلا في ظلال التربية الإسلامية لا التقليدية بل الحقيقية المثلى
المتمثلة في تنشئة جيل يؤمن بالله عز وجل حقاً ويحتضن عقله الدلائل العلمية لهذا الإيمان حقا،
ثم إن هذا الإيمان العقلاني يتحول عن طريق التربية إلى عاطفة ووجدان يهيمنان على الفؤاد..
من هنا تنشأ الأخلاق الإنسانية المثلى في كيان الانسان
ويسري تيار من القوة في القوانين والشرائع ويسري تيار من القوة المثلى إلى العدالة الحقيقية
وتكون حراسة الانسان وحنينه إلى وطنه حقا
ولقد علمنا أن رسول الله (ص) هو سيد من أعلن حنينه إلى وطنه..
ألم يقل وهو يهاجر من مكة ملتفتا إليها (والله إنك لاحب بلاد الله الي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت).
و إن محاربة الدين والعمل على اجتثاثه من المجتمع إنما هو فتح لأبواب التطرف
وتعبيد لكل أسباب التطرف والغلو
أن الناس جميعا علموا من خلال التجربة ومن خلال النظر إلى العالم القاصي والداني المحيط بنا
أن المجتمعات النائية عن حقيقة الاسلام والوعي الاسلامي الحقيقي هي التي تذهب ضحية التطرف والغلو التكفيري
وأما المجتمع المحصن بحقيقة الإسلام الذي ابتعث الله به نبيه محمدا والمتمثل في كتاب الله سبحانه وتعالى المجتمع الذي رضع لبان الحقيقة الاسلامية من معينها وأدرك معنى الاسلام واصطبغ بجوهره
لا يمكن للغلو أن يدنو إليه ولا يمكن للتطرف أن يسري إلى كيان هذا المجتمع من خلال فرد أو مؤسسات أو مجتمع قط.
و ليعلم كل منا أن من أراد أن يحارب التطرف فلا سبيل له إلى ذلك إلا بأن يستظل بظل الإسلام الحقيقي
وقد كانت سورية ولا تزال مضرب المثل في هذا فسورية
هي كعبة القصاد لمعرفة الاسلام الحقيقي الخالي من الشوائب الاتي نقيا صافيا من كتاب الله وكلام رسوله.
سنظل ننشر وننصر في بلاد الله الواسعة حقيقة الاسلام
وهويتنا الاسلامية هي اتباع السلف الصالح
الذي يتمثل بالانضباط بكلام الله عز وجل دون تلاعب به والانضباط بكلام رسوله
وبسيرة السلف الصالح متمثلا في القرن الاول ثم الثاني ثم الثالث
ولا يمكن ان نحيد عن منهج هذا السلف يمنة ولا يسرة
وقد اجمع الناس جميعا المؤمنون والملحدون والفاسقون والتائهون على أن الاخلاق الانسانية المثلى
هي السر الذي يبعث الحياة في القانون والعدالة والعلاقة ما بين الانسان ووطنه.
العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
رئيس اتحاد علماء بلاد الشام
إن علاقة الإنسان بوطنه كعلاقة الجزء بكله
والشأن في الجزء أن يحن دائما إلى الكل
وأن يذود دائما عن كله كما يذود عن نفسه
وهذه حقيقة أجمعت عليها الأمم والناس في سالف الدهور والعصور.
إن الحرز الذي يحمي الوطن ويبعده عن الآفات المختلفة إنما هو العدالة
وأقول وهل في الناس من لا يعلم ان بين العدالة والظلم تناقضا دائما
فحيثما وجدت العدالة غاب الظلم وحيثما غابت العدالة فلا بد أن يتحقق الظلم
ولكن العدالة تحتاج إلى ميزان يضبطها وميزان العدالة إنما هو الشرائع والقوانين.
و أن الشرائع هي ترجمان العدالة في كل عصر وزمان
ولكي لا تكون العدالة عنوانا لا مضمون تحته ينبغي أن تكون منضبطة بالشرائع..
ولكن الشرائع لا يمكن أن تفعل فعلة إلا بواسطة مكارم الأخلاق
ذلك لأن القانون لا يوجد شيئا معدوماً وإنما يرعى ويحرص على ما هو موجود
فلا بد من مكارم أخلاق يتمتع بها الفرد.
و أن مكارم الأخلاق حقاً هي التربة التي يينع فيها القانون ومن ثم تينع فيها العدالة
ومن ثم تتحقق الصلة ما بين الفرد والوطن
وهكذا فإن حنين الإنسان إلى وطنه والتجاءه إلى العدالة لرعاية الوطن
وعوده إلى القوانين والشرائع لضبط العدالة كل ذلك كالأسلاك المتصلة
إن لم يسر فيها التيار الذي يبعث فيها القوة فلن تجد قوة لهذه الأسلاك قط
إلى أن القوة التي تبعث الحياة في القوانين والشرائع
ومن ثم تبعث الحياة في العدالة ومن ثم تبعث الحياة في صلة ما بين الإنسان ووطنه
انما هو الخلق الإنساني الباسق.
و هل من فرق بين الإنسان وبين أشرس الحيوانات الضارية المتوحشة..
هل من فرق بين هذا وذاك إلا الأخلاق إذ يتوج بها الإنسان..
ولكنني أعجب لأناس كثيرين انتقلوا من وسيلة إلى أخرى
إلى أن وصلوا إلى الوسيلة العظمى التي هي الأخلاق الإنسانية المثلى
ثم إنهم وقفوا عندها ولم يسألوا أنفسهم أين هو معين الأخلاق الانسانية المثلى..
لقد بحثتم عن معين العدالة واكتشفتم أن معين العدالة:
إنما هو القانون فهلا بحثتم عن معين الأخلاق أيضا.
أن الأخلاق الإنسانية المثلى لا تستنبت إلا في تربة الإيمان بالله سبحانه وتعالى
ولا تنشأ إلا في ظلال التربية الإسلامية لا التقليدية بل الحقيقية المثلى
المتمثلة في تنشئة جيل يؤمن بالله عز وجل حقاً ويحتضن عقله الدلائل العلمية لهذا الإيمان حقا،
ثم إن هذا الإيمان العقلاني يتحول عن طريق التربية إلى عاطفة ووجدان يهيمنان على الفؤاد..
من هنا تنشأ الأخلاق الإنسانية المثلى في كيان الانسان
ويسري تيار من القوة في القوانين والشرائع ويسري تيار من القوة المثلى إلى العدالة الحقيقية
وتكون حراسة الانسان وحنينه إلى وطنه حقا
ولقد علمنا أن رسول الله (ص) هو سيد من أعلن حنينه إلى وطنه..
ألم يقل وهو يهاجر من مكة ملتفتا إليها (والله إنك لاحب بلاد الله الي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت).
و إن محاربة الدين والعمل على اجتثاثه من المجتمع إنما هو فتح لأبواب التطرف
وتعبيد لكل أسباب التطرف والغلو
أن الناس جميعا علموا من خلال التجربة ومن خلال النظر إلى العالم القاصي والداني المحيط بنا
أن المجتمعات النائية عن حقيقة الاسلام والوعي الاسلامي الحقيقي هي التي تذهب ضحية التطرف والغلو التكفيري
وأما المجتمع المحصن بحقيقة الإسلام الذي ابتعث الله به نبيه محمدا والمتمثل في كتاب الله سبحانه وتعالى المجتمع الذي رضع لبان الحقيقة الاسلامية من معينها وأدرك معنى الاسلام واصطبغ بجوهره
لا يمكن للغلو أن يدنو إليه ولا يمكن للتطرف أن يسري إلى كيان هذا المجتمع من خلال فرد أو مؤسسات أو مجتمع قط.
و ليعلم كل منا أن من أراد أن يحارب التطرف فلا سبيل له إلى ذلك إلا بأن يستظل بظل الإسلام الحقيقي
وقد كانت سورية ولا تزال مضرب المثل في هذا فسورية
هي كعبة القصاد لمعرفة الاسلام الحقيقي الخالي من الشوائب الاتي نقيا صافيا من كتاب الله وكلام رسوله.
سنظل ننشر وننصر في بلاد الله الواسعة حقيقة الاسلام
وهويتنا الاسلامية هي اتباع السلف الصالح
الذي يتمثل بالانضباط بكلام الله عز وجل دون تلاعب به والانضباط بكلام رسوله
وبسيرة السلف الصالح متمثلا في القرن الاول ثم الثاني ثم الثالث
ولا يمكن ان نحيد عن منهج هذا السلف يمنة ولا يسرة
وقد اجمع الناس جميعا المؤمنون والملحدون والفاسقون والتائهون على أن الاخلاق الانسانية المثلى
هي السر الذي يبعث الحياة في القانون والعدالة والعلاقة ما بين الانسان ووطنه.
العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
رئيس اتحاد علماء بلاد الشام
تعليق