إن الإنسان لا يرغب أن يكون ثقيلاً على الآخرين، و لا شك أنه لو لا حبه للناس لما أثقل عليهم الزيارة ،و بالتالي فهو يريد أن يبادلوه الحب و يرحبوا دائماً بوجوده بينهم.
و يبدو أن هؤلاء الناس لا يعرفون ما يسببونه من إزعاج للآخرين و لهذا السبب ؛ رأيت من المناسب أن أستعرض و إياكم بعضا من تصرفات هؤلاء لقول الشاعر (عرفت الشر لا للشر لكن لتوقّّّيه --- --- و من لا يعرف الشر من الخير يقع فيه) .
1- يداهمك الضيف الثقيل فجأة و في أي ساعة من الليل أو النهار و دون سابق استئذان ،فهو يحب أن يباغتك بزيارته قبل أن تباغته باعتذارك!.
2- يطلق الضيف الثقيل لأطفاله العنان في العبث بمنزلك و الاعتداء على أولادك و على ألعابهم و يتلفون الكثير مما تصل أيديهم إليه ،و تضطر أنت للسكوت بل و للبشاشة في و جوههم إرضاءاً للضيف .
3- لا يكف الثقيل عن الحديث عن نفسه و عن أولاده و عن همومه و مشاكله و عن إنجازاته -إن وجدت!- و إن لم توجد فليس من الصعب عليه أن يخترعها! ،أما إن أعطاك الفرصة للكلام، فسرعان ما يخطّؤك و يعتبر رأيك غير سليم و لا سديد!، و يستعيد زمام الحديث ليفهّمك الصواب!.
4- يطيل الضيف الثقيل زيارته حتى تصل في بعض الأحيان لساعات متعددة دون اعتبار لحاجتك للراحة أو الطعام أو النوم أو حتى قضاء الحاجة ،و حتى لو تجرأت و أظهرت له بعض الحركات التي تعبر عن الملل مثل التثاؤب أو النظر في الساعة أو أن تقول له (أنك تعبت كثيراً هذا اليوم و استيقظت باكراً...) فإنه يتجاهل ذلك كله وربما اعتبره سوء أدب منك و إهانة لضيفك الكريم ،و ربما أمعن في إغاظتك بأن يقول لك لقد أثقلت عليك بزيارتي ،يبدو أنك متعب؟) حتى يحشرك في الزاوية و تضطر للقول على العكس ،البيت بيتك ،أهلاً و سهلاً بك!).
5- ربما تفنن الضيف الثقيل في اللعب بأعصابك، فيتظاهر بالنظر إلى الساعة و يقول (ياااه لقد تأخرت) ،أو ينادي على أولاده و زوجته ليتهّيأوا للمغادرة ،فتظن أن الفرج قد جاء ،لكنه ينسى الأمر بعد ذلك و كأن شيئاً لم يكن !!و يكررها أكثر من مرة.
6- بعض الضيوف الثقلاء يطلبون منك أن تفتح لهم التلفاز ليتابعوا مسلسلاً يحرصون على أن لا يفوّتوا حلقة منه ،أو برنامجاً ممتعاً -بالنسبة لهم- و يبحلقون في التلفاز و لا بد أن يرفعوا صوته ليطغى على أصوات أولادهم و أولادك ،و ليضرب الجيران رؤوسهم بالحائط! وتبقى أنت حائرا ماذا تفعل أو تجبر على حضور المسلسل السخيف!!.
7- لا يبالي الضيف الثقيل بوجود ضيوف آخرين خواص مثل (أمك و أبيك أو أختك و أولادها أو أخيك وأولاده) و هؤلاء جميعاً من حقهم عليك أن يجلسوا معك بخصوصية ،و ربما كانت الزيارة لوداع مسافر فتضطر أمه أو أخته لوداعه عند باب المنزل بعد اليأس من مغادرة الضيف الثقيل!! بدل أن تجلس معه ساعة من الزمن تكحّل عينيها برؤيته قبل السفر .
8- تتكرر مثل هذه الزيارات المزعجة بمعدل كبير شهرياً أو أسبوعياً و ذلك حسب درجة الثقل التي يتميز بها صاحبها.
في الختام أود أن أذكّر أن الزيارات وخصوصا صلة الرحم هي واجب شرعي و اجتماعي مهم، حث عليه شرعنا الحنيف و رتّب له أجراً كبيراً ،لكن لكل شيء حدّه الذي إذا زاد عنه انقلب إلى ضدّه.!
تعليق