أتدري يا صديقي؟
أتدري أن ذاك الذي يُسمونه "الحزن" لا أكترث به؟!
فأنا على غير عادة البشر؛ وُلدتُ بين أحضانه، وتتلمذتُ على أزفاره، فألِفته وألِفني، اصطحبتُه واصطحبني،
ما وسوست له الحياة أن يفارقني، علَّمني أنه وحده الوفيُّ، والكلُّ يغدُرني.
يَحدث أن تُجابه جحافل الهواجس، وتطرد كلَّ هاتفٍ عابس، تُصِرُّ على التفاؤل، تُزيل كل حائل، فيُلحف الحزن إلحافًا، وتَصيت الروح صتاتًا.فتصرخ الروح عندما ترى كل الذي تريد ألا يحصل يحصل، وبكل يسْر!
وعندما ترى كل الذي تريد أن يحصل يواجهه جيش جرار من الصعاب والعوائق "تصرخ الروح".وحينما تجد الماضي مليئًا بالحسرات، والحاضر مُشبَعًا بالصدمات، وما تبقى من العمر محكومًا عليه بالممات، "تصرخ الروح".وحينما تتخبط مشاعرك تُجاه من حولك...
وحينما تُطعن غدرًا من أحبابك...
وحينما تُخدع بأغلى الناس إلى قلبك.....
وحينما تتفاجأ بوفاء أبغض الناس إلى قلبك "تصرخ الروح"....
وحينما تجد أكثر من سببٍ لأنين الروح وتجد نفسك مُعلقةً بروح....
تصرُخ الروووح..إحساس غريب حينما تَشعُر أن ما تفعله كل يوم هو إعادة لشريط الماضي، وعندما تلجأ للماضي علّه يواسيك، ترى فيه حبيبة مفقودة، ومبادئ مطرودة، ودماءً مهدورة، ورموزًا مَغرورة!
إحساس غريب حينما تَشعُر في لحظة أنك لا شيء، وأن ما تفعله من يوم ولدت إلى الآن لا قيمة له!شبعت من الموت وأنا على قيد الحياة، أريد أن أعيش بلا موت، وتموت أحزاني ولا تعيش، كم أتوق إلى أن أسرَح بلا حزن، وأن أُهاجِر لغير الحزن، سئمتُ من مرافقتك ألا تملَّ أنت؟ تأفَّفت من إقحاماتك هلا خجلتَ أنت! اهجرْني وأعدك ألا أُبالغ في فرح، وسأكون وفيًّا لكل ترَح
.بقلم: حمزة الرقب
مم ر اق لي في زمن المهازل
تعليق