أغاني : عالروزانا ، على دل عونا ، الهوارة ، عربية أمورية سورية .
كانت الأنثى أو رمزها « الحية = الحياة » لاتموت إلا عند ظهور القمر ، معبود السيادة الذكرية
عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
ـ الأعياد الموسمية القديمة « عيد الأم ـ عيد الأب ـ عيد الحب « عشتار : ربة الحب » عيد القمر ـ عيد الشجرة ـ عيد الربيع ـ عيد الحصاد » طقوس بعلية عربية أمورية آرامية سورية ، للإله حدد وزوجته عشتار.
كان الهدف من الأعياد في المعتقدات العربية الأمورية الآرامية السورية ، إدخال البهجة إلى قلب الإله حدد وزوجته عشتار .
ـ منذ مرحلة قديمة في سورية ، كان يحتفل بعيد الحب ، وعيد الربيع ، وعيد الحصاد وقطف الثمار ، ولاسيما الكروم . كانت الاحتفالات تنظمها شعائر طويلة ودقيقة ، وكانت جماهير غفيرة تقصد حلب من أنحاء المعمورة ، لزيارة المعبد العالمي للإله الحلبي الوثن « حدد : إله الطقس » وزوجته عشتار .
ـ هذه الأساطير كطقس بعلي ، انتقلت من حلب إلى كل أرجاء العالم القديم بمسميات مختلفة . وفضلاً عن ذلك كان ثمة قاعدة متبعة تفرض على عيد الحب احتفالاً مخصصاً لجلب الأمطار .
ـ أول عيد للأم « عشتار » في التاريخ أقيم في حلب ، ثم جاء عيد الأب الذي حوَّل الشمس من أنثى إلى ذلك .
ـ كان يعتقد أن الحيّة تحرس المعبد في القلعة ، وهي في ظنهم لا تموت وترمز إلى القدرة على التناسل والإنتاج ، مما حمل الناس على تقديم النذور لها . لهذا اتخذ العرب الأموريون والآراميون الحية رمزاً للإله الحارس للمعبد .
ـ إذا كان أقدم صنم معبود يعود للربة « عشتار » اكتشف في محافظة حلب عام 2006م ، ويعود لحوالي 8700 ق.م ، فهذا يدل أن عصر الأمومة كان الأسبق ، وإن اكتشاف المرأة للزراعة ، يُعدُّ نقطة هامة تماماً وضعتها الصدفة ضمن رصيدها للسيادة « خروج الزرع من الأرض ، وخروج الوليد من بطن الأم » هو ما حدا بالعقل إلى تأليه الأرض واعتبارها الأم الأولى الكبرى التي أنجبت الزرع والحيوان والإنسان ، وناداها « ماما ـ مامي » ولاننسى أن اكتشاف المرأة للزراعة ، زاد من ارتباطها بالأرض ومن رصيدها الخطير « منح الحياة أو إنجاب الحياة أو نتاج الحياة » حتى أصبح ذلك اختصاصاً أنثوياً بحتاً .
ـ الأنثى والحياة ، وارتباط « الحية : الحياة » بالأنثى :
ثمة ارتباط ميثولوجي ولغوي بين الأنثى والحياة ، فالمعلوم أن الإنسان الابتدائي كان يظن أن « الحية » خالدة ، لأنها تجدد نفسها كل عام عندما يراها تسلخ ثوب الجلد ومن هنا ارتبطت « الحية » بالأنثى وصبغت المرأة بطباع « الحية » فكانت ذات قيمة مزدوجة ، وحملَ الثعبان معنى الحياة في اسم « حية » ثم في تراثنا الشعبي حتى اليوم . كانت الحية حامية المعبد ، وهي من بقايا عهد سادت فيه الأنثى مانحة الحياة ، لذلك كانت الأنثى أو رمزها « الحياة » لاتموت إلا عند ظهور القمر ، معبود السيادة الذكرية والبداوة المتدفقة على الأرض الزراعية والتي سيطرت في النهاية ، عندما ساد البدو وقمرهم ، حتى حولوا الشمس بدورها من أنثى إلى ذكر وألبسوها القرنين
ـ القربان الأمومي « عيد الأم » :
القربان : لغة من قَرَّبَ وقَرَبَ ويقترب ، فالقُربان وسيلة تَقرب واقتراب ومشاركة وإذابة للمسافات بين العابد والمعبود . فأي قربان كان يمكن تقديمه للأم الأولى المخصبة الشبقة الولود المنجبة مانحة الحياة في مجتمع أمومي ؟ . هل كان القربان من ثمار الأرض ممثلاً في حنطة على هيئة فطير ، في مجتمع زراعي أمومي ، لم يعرف الدماء ولا الذبح في مبدأ أمره ، بينما نشأت التضحية بالذبح احتفالية رعوية نشأت في مجتمع رعوي أبوي ؟ . « مع ملاحظة أن استمرار الوجود الأنثوي في العقيدة المسيحية التي تعتبر مريم أم المسيح »
ـ إن أول « عيد للأم » في التاريخ أقيم لها في حلب ، وكان الحلبيون يحتفلون بطريقتهم الخاصة بوضع شجرة صنوبر في بيوتهم تدعى « شجرة عشتار » وكانوا يزينون الشجرة كما تزين عشتار ثوبها بالزهور واللآلىء . .
ـ تصف لنا الوثائق السورية القديمة المكتشفة كيف تتزين عشتار للقاء المعشوق تموز « أدونيس » الذي صار سنّة لكل النساء العربيات الآراميات السوريات عند الزواج فتقول على لسان عشتار : عندما أكون من أجل الثور البري / من أجل الرب /قد استحممت /عندما أكون بـ .. عطفيّ قد زينت ../عندما أكون بالعنبر ثغري قد طليت .../ عندما أكون بالكحل عينيّ قد كحلت » .
ـ عيد الحب : « حدد » إله البرق والرعد « أل » يُسَرُّ بالأعياد
إن الإلهة عشتار ، بلغت منزلة عظيمة باعتبارها إلهة للحرب « كإله ذكر في الصباح » ، فهي نجمة الصباح ، وعُبدت أنثى في المساء ترعى الحب ، والحب الجسدي هبة عشتار ، فهي « ربة العشق » .
لقد أسست الأعياد من أجل « حدد بعل : إله المطر » . كان المطر والغلال ضمن نطاق نفوذه ، وكانت الينابيع والأنهار في يده . وكان إلهاً يُسَرُّ بالأعياد التي تُقام له ، ويرضى عن الذبائح التي تُقدَّم إليه . كانت الذبيحة في معناها الجوهري وليمة مقدسة ، أي أنها نوع من الشراكة .
ـ كان الطريق إلى معبد الإله الكوني « حدد : إله الطقس ، رب حلب » من باب أنطاكية حتى باب سوق الزرب ، وامتداداً حتى باب القلعة ، مرصوفاً بالحجارة ، وكذلك كانت الطرق إلى المعابد ، في منبج « من أعمال حلب » وأوغاريت وجبلة وطرطوس وسوق دمشق إلى معبد حدد بعل ، وحماه ، وحمص ، وتل حلف ، وماري ، وتدمر ، وشهبا ، وحوران ، وبعلبك وفي كل المدن السورية القديمة ، وعلى جانبي الطريق يوجد صفان من الأصنام المذهبة . يقول ول ديورانت : « وظل السوريّون يعبدون حدد Hadad وأترجاتس Atargatis « عشتار » وكان لهذين الإلهين مزار رهيب في هيرابوليس « منبج » وبقيت مُدن سورية ترحّب ببعث الإله تموز وتنادي قائلة :
لقد قام أدنيس { الرب } وتحتفل في آخر مناظر عيده بارتفاعه إلى السماء .
ـ عيد الحب :
كان ملوك المدن القديمة يأتون إلى حلب لتقديم الهبات والهدايا الثمينة لـ « حدد بعل : إله الطقس » لنيل محبته وبركاته . وكان الحُجّاج يحملون معهم الأصنام الرمزية ، ويضعونها في معبد « حدد » لكي ينظر إليها ويتذكر مقدميها فيمنحهم بركاته . وحسب نصوص ماري 1899 ق.م : كان النظام العالمي آنذاك يتعلق بإله حلب « حدد » وحده ! وما من ملك يجرؤ على مخالفة رغباته . وظهر في نصوص ماري ، أن إله البحر حدد ، وكان معبده في حلب قبلة الباحثين عن النبوءة والوعد من الملوك العراقيين والسوريين على حد سواء .
ـ أغاني الأعياد العربية الآرامية السورية « على دلْ عونا على دل عونا » ، و« عالروزانا » ، و« الهوا رة » .
ـ أثناء الاحتفال الذي يتمّ خارج المعبد ، وغالباً في الساحة الكبيرة أمام القلعة ، فإن المحتفلين ، يدبكون دبكة طقسية « دورانية » مفضّلة على صوت الطبل « صوت الرعد : بل » الذي هو آلة « حدد بعل » فارس الغيوم والصواعق ، ثم يغمسون أيديهم في جرن للحنّاء « الحنة » علامة التطهر والفرح والرضا من الإله العالمي حدد بعل . وفي الساحة الكبيرة أمام جبل حلب « القلعة » حيث الحشود الكبيرة من أبناء المدينة والريف يتجمعون لمشاهدة فرقة مخصصة تقدم باسمهم أغنية الشكر للإله الحلبي « حدد » ويغنون « على دلْ عونا على دل عونا » وهي بداية الشكر للإله حدد ، الذي لايذكر باسمه بل بصفاته منها « عون » ويدبكون رجالاً ونساءً في حلقة دائرية على صوت الطبل « بل /بل/ بل » وهم يدورون حول صنم الإله حدد الذي من ألقابه عون . ومن أعمال حلب قرية « عون دادات » وفي اللاذقية « بيت عون » . وكان من أقدم ملوك صوبة عزر « حدد عون » .
أغنية « على دل عونا » :
1ـ معنى عونا :
أنت وحدك يا « حدد » إله الرعد والبرق والمطر ، قدمت لنا العون وجعلت السماء تمطر وأدخلت الفرحة إلى قلوبنا .
2ـ معنى « الهوا الشمالي » المقصود حلب موقعها الجغرافي شمال سورية حيث معبد الإله حدد . فالإله « حدد » يمتطي الغيوم الشمالية البيضاء ، ويمتشق العاصفة ويجلب المطر لأراضي حلب ، وزوجته عشتار التي لاتذكر باسمها بل بصفاتها ، فهي حوران ، ومعنى حوران : الغيوم البيضاء الممطرة .
3ـ « غيّر اللونا » :
معناها : أن الغيوم الشمالية ـ السحابة البيضاء ـ المصحوبة بالأمطار غيَّرت لون الأرض ، وجعلتها خضراء .
تعليق